صفحه ٤٩٠

غَوَّالَةٌ. لا تَعْدُو ـ إذا تَنَاهَتْ إلَى أُمْنِیَّةِ أَهْلِ الرَّغْبَةِ فِیهَا وَالرِّضَاءِ بِهَا ـ أَنْ تَکُونَ کَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى سُبْحَانَهُ: (کَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الاَْرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِیماً تَذْرُوهُ الرِّیَاحُ، وَکَانَ اللهُ عَلَى کُلِّ شَیْءٍ مُقْتَدِراً).
بخش دوم صفحه 499
لَمْ یَکُنِ امْرُوٌ مِنْهَا فِی حَبْرَةٍ إلاَّ أَعْقَبَتْهُ بَعْدَهَا عَبْرَةً؛ وَلَمْ یَلْقَ فِی سَرَّائِهَا بَطْناً، إلاَّ مَنَحَتْهُ مِنْ ضَرَّائِهَا ظَهْراً؛ وَلَمْ تَطُلَّهُ فِیهَا دِیمَةُ رَخَاءٍ، إلاَّ هَتَنَتْ عَلَیْهِ مُزْنَةُ بَلاَءٍ! وَحَرِیٌّ إذا أَصْبَحَتْ لَهُ مُنْتَصِرَةً أَنْ تُمْسِیَ لَهُ مُتَنَکِّرَةً، وَإِنْ جَانِبٌ مِنْهَا اعْذَوْذَبَ وَاَحْلَوْلَى، أَمَرَّ مِنْهَا جَانِبٌ فَأَوْبَى! لایَنَالُ امْرُوٌ مِنْ غَضَارَتِهَا رَغَباً، إلاَّ أَرْهَقَتْهُ مِنْ نَوَائِبِهَا تَعَباً! وَلا یُمْسِی مِنْهَا فِی جَنَاحِ أَمْنٍ، إلاَّ أَصْبَحَ عَلَى قَوَادِمِ خَوْفٍ! غَرَّارَةٌ، غُرُورٌ مَا فِیهَا، فَانِیَةٌ، فَانٍ مَنْ عَلَیْهَا، لا خَیْرَ فِی شَیْءٍ مِنْ أَزْوَادِهَا إلاَّ التَّقْوَى. مَنْ أَقَلَّ مِنْهَا اسْتَکْثَرَ مِمَّا یُوْمِنُهُ! وَمَنِ اسْتَکْثَرَ مِنْهَا اسْتَکْثَرَ مِمَّا یُوبِقُهُ، وَزَالَ عَمَّا قَلِیلٍ عَنْهُ.
بخش سوم صفحه 503
کَمْ مِنْ وَاثِقٍ بِهَا قَدْ فَجَعَتْهُ، وَذِی طُمَأْنِینَةٍ إِلَیْهَا قَدْ صَرَعَتْهُ، وَذِی أُبَّهَةٍ قَدْ جَعَلَتْهُ حَقِیراً، وَذِی نَخْوَةٍ قَدْ رَدَّتْهُ ذَلِیلاً! سُلْطَانُهَا دُوَّلٌ، وَعَیْشُهَا رَنِقٌ، وَعَذْبُهَا أُجَاجٌ، وَحُلْوُهَا صَبِرٌ، وَغِذَاوُهَا سِمَامٌ، وَأَسْبَابُهَا رِمَامٌ! حَیُّهَا بِعَرَضِ مَوْتٍ، وَصَحِیحُهَا بِعَرَضِ سُقْمٍ! مُلْکُهَا مَسْلُوبٌ، وَعَزِیزُهَا مَغْلُوبٌ، وَمَوْفُورُهَا مَنْکُوبٌ، وَجَارُهَا مَحْرُوب!
بخش چهارم صفحه 507
أَلَسْتُمْ فِی مَسَاکِنِ مَنْ کَانَ قَبْلَکُمْ أَطْوَلَ أَعْمَاراً، وَأَبْقَى آثَاراً، وَأَبْعَدَ آمَالاً، وَأَعَدَّ عَدِیْداً، وَأَکْثَفَ جُنُوداً! تَعَبَّدُوا لِلدُّنْیَا أَیَّ تَعْبُّدٍ، وَآثَرُوهَا أَیَّ إِیثَارٍ، ثُمَّ ظَعَنُوا عَنْهَا بِغَیْرِ زَادٍ مُبَلِّغٍ وَلا ظَهْرٍ قَاطِعٍ. فَهَلْ بَلَغَکُمْ أَنَّ الدُّنْیَا سَخَتْ لَهُمْ نَفْساً بِفِدْیَةٍ، أوْ أَعَانَتْهُمْ بِمَعُونَةٍ، أَوْ أَحْسَنَتْ لَهُمْ صُحْبَةً! بَلْ أَرْهَقَتْهُمْ