صفحه ٢٧٨

بَعْدِ مَا صَادَفْتُمُوهَا جَائِلا خِطَامُهَا، قَلِقآ وَضِینُهَا، قَدْ صَارَ حَرَامُهَا عِنْدَ أَقْوَامٍ بِمَنْزِلَةِ السِّدْر الْمَخْضُودِ، وَ حَلاَلُهَا بَعِیدآ غَیْرَ مَوْجُودٍ، وَ صَادَفْتُمُوهَا، وَاللهِ، ظِلّآ مَمْدُودآ إِلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ. فَالْأَرْضُ لَکُمْ شَاغِرَةٌ، وَ أَیْدِیکُمْ فِیهَا مَبْسُوطَةٌ؛ وَ أَیْدِی الْقَادَةِ عَنْکُمْ مَکْفُوفَةٌ، وَسُیُوفُکُمْ عَلَیْهِمْ مَسَلَّطَةٌ، وَ سُیُوفُهُمْ عَنْکُمْ مَقْبُوضَةٌ. أَلا وَ إِنَّ لِکُلِّ دَمٍ ثَائِرآ، وَ لِکُلِّ حَقٍّ طَالِبآ وَ إِنَّ الثَّائِرَ فِی دِمَائِنَا کَالْحَاکِم فی حَقِّ نَفْسِهِ، وَهُوَ اللهُ الَّذِی لا یُعْجِزُهُ مَنْ طَلَبَ، وَ لا یَفُوتُهُ مَنْ هَرَبَ. فَأُقْسِمُ بِاللهِ، یَا بَنی أُمَیَّةَ، عَمَّا قَلِیلٍ لَتَعْرِفُنَّهَا فِی أَیْدِی غَیْرِکُمْ وَ فِی دَارِ عَدُوِّکُمْ! أَلا إِنَّ أَبْصَرَ الأَبْصَارِ مَا نَفَذَ فِی الْخَیْرِ طَرْفُهُ! أَلا إِنَّ أَسْمَعَ الأَسْمَاعِ مَا وَعَى التَّذْکِیرَ وَ قَبِلَهُ!
بخش سوم صفحه 293
أَیُّهَا النَّاسُ، اسْتَصْبِحُؤا مِنْ شُعْلَةِ مِصْبَاحٍ وَاعِظٍ مُتَّعِظٍ، وَ امْتَاحُوا مِنْ صَفْوِ عَیْنٍ قَدْ رُوِّقَتْ مِنَ الْکَدَرِ.
عِبَادَ الله، لا تَرْکَنُوا إِلَى جَهَالَتِکُمْ، وَلا تَنْقَادُوا لِأَهْوَائِکُمْ، فَإِنَّ النَّازِلَ بِهذَا الْمَنْزِلِ نَازِلٌ بِشَفَا جُرُفٍ هَارٍ، یَنْقُلُ الرَّدَى عَلَى ظَهْرِهِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ، لِرَأْیٍ یُحْدِثُهُ بَعْدَ رَأْیٍ؛ یُرِیدُ أَنْ یُلْصِقَ مَا لا یَلْتَصِقُ، وَ یُقَرِّبَ مَا لا یَتَقَارَبُ! فَاللهَ اللهَ أَنْ تَشْکُوا إِلَى مَنْ لا یُشْکِی شَجْوَکُمْ، وَلایَنْقُضُ بِرَأْیِهِ مَا قَدْ أَبْرَمَ لَکُمْ.
بخش چهارم صفحه 297
إِنَّهُ لَیسَ عَلَى الإِمَامَ إِلاَّ مَا حُمِّلَ مِنْ أَمْرِ رَبِّهِ: اَلإِبْلاَغُ فِی الْمَوْعِظَةِ، وَالْإِجْتِهَادُ فِی النَّصِیحَةِ، وَالْإِحْیَاءُ لِلسُّنَّةِ، وَ إِقَامَةُ الْحُدُودِ عَلَى مُسْتَحِقِّیهَا، وَإِصْدَارُ السُّهْمَانِ عَلَى أَهْلِهَا. فَبَادِرُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِ تَصْوِیحِ نَبْتِهِ، وَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُشْغَلُوا بِأَنْفُسِکُمْ عَنْ مُسْتَثَارِ الْعِلْمِ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهِ، وَانْهَوْا عَنْ الْمُنْکَرِ وَتَنَاهَوْا عَنْهُ، فَإِنَّمَا أُمِرْتُمْ بالنَّهْی بَعْدَ التَّنَاهِی!