صفحه ٢٣٤

مِنْهَا فَأَدْبَرَ، وَ لا یُدْرى مَا هُوَ آتٍ مِنْهَا فَیُنْتَظَرَ. سُرُورُهَا مَشُوبٌ بِالْحُزْنِ، وَجَلَدُ الرِّجَالِ فِیهَا إِلَى الضَّعْفِ وَ الْوَهْنِ، فَلا یَغُرَّنَّکُمْ کَثْرَةُ مَا یُعْجِبُکُمْ فِیهَا لِقِلَّةِ مَآ یَصْحَبُکُمْ مِنْهَا.
بخش دوم صفحه 243
رَحِمَ اللهُ امْرَأً تَفَکَّرَ فَاعْتَبَرَ، واعْتَبَرَ فَأَبْصَرَ، فَکَأَنَّ مَا هُوَ کَائِنٌ مِنَ الدُّنْیَا عَنْ قَلِیلٍ لَمْ یَکُنْ، وَ کَأَنَّ مَا هُوَ کَائِنٌ مِنَ الآخِرَةِ عَمَّا قَلَیلٍ لَمْ یَزَلْ، وَ کُلُّ مَعْدُودٍ مُنْقَضٍ، وَ کُلُّ مُتَوَقَّعٍ آتٍ، وَ کُلُّ آتٍ قَرِیبٌ دَان.
بخش سوم صفحه 249
ومنها: الْعَالِمُ مَنْ عَرَفَ قَدْرَهُ، وَ کَفَى بِالْمَرءِ جَهْلا أَلاَّ یَعْرِفَ قَدْرَهُ؛ وَإِنَّ مِنْ أَبْغَضِ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى لَعَبْدآ وَ کَلَهُ اللهُ إِلَى نَفْسِهِ، جَائِرآ عَنْ قَصْدِ السَّبِیلِ، سَائِرآ بَغَیْرِ دَلِیلٍ؛ إِنْ دُعِىَ إِلَى حَرْثِ الدُّنْیَا عَمِلَ، وَإِنْ دُعِیَ إِلَى حَرْثِ الاْخِرَةِ کَسِلَ! کَأَنَّ مَا عَمِلَ لَهُ وَاجِبٌ عَلَیْهِ؛ وَ کَأَنَّ مَا وَنَى فِیهِ سَاقِطٌ عَنْهُ!
بخش چهارم صفحه 255
ومنها: وَذلِکَ زَمَانٌ لا یَنْجُو فِیهِ إِلاَّ کُلُّ مُؤْمِنٍ نُوَمَةٍ، «إِنْ شَهِدَ لَمْ یُعْرَفْ، وَإِنْ غَابَ لَمْ یُفْتَقَدْ، أُولَئِکَ مَصَابِیحُ الْهُدَى،» وَ أَعْلاَمُ السُّرَى، لَیْسُوا بِالْمَسَایِیحِ، وَلا الْمَذَایِیعِ الْبُذُرِ، أُولَئِکَ یَفْتَحُ اللهُ لَهُمْ أَبْوَابَ رَحْمَتِهِ وَ یَکْشِفُ عَنْهُمْ ضَرَّاءَ نِقْمَتِهِ.
أَیُّهَا النَّاسُ، سَیَأْتِی عَلَیْکُمْ زَمَانٌ یُکْفَأُ فِیهِ الْإِسْلامُ، کَمَا یُکْفَأُ الْإِنَاءُ بِمَا فِیهِ، أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ قَدْ أَعَاذَکُمْ مِنْ أَنْ یَجُورَ عَلَیْکُمْ، وَ لَمْ یُعِذْکُمْ مِنْ أَنْ یَبْتَلِیکُمْ، وَ قَدْ قَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ: «إِنَّ فی ذلِکَ لآیَاتٍ وَ إِنْ کُنَّا لَمُبْتَلِینَ».