صفحه ٢٠٤

بِالأَبْصَارِ عِنْدَ مَا تَسْمَعُونَهُ مِنِّی. فَوَالِّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ، إِنَّ الَّذِی أُنَبِّئُکُمْ بِهِ عَنَ النَّبِىِّ الأُمِّیِّ (صلی الله علیه و آله)، مَا کَذَبَ الْمُبَلِّغُ، وَ لا جَهِلَ السَّامِعُ.
بخش سوم صفحه 213
لَکَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَى ضِلِّیلٍ قَدْ نَعَقَ بِالشَّامِ، وَ فَحَصَ بِرَایَاتِهِ فِی ضَوَاحِی کُوفَانَ. فَإِذَا فَغَرَتْ فَاغِرَتُهُ، وَ اشْتَدَّتْ شَکِیمَتُهُ، وَ ثَقُلَتْ فِی الْأَرْضِ وَطْأَتُهُ، عَضَّتِ الْفِتْنَةُ أَبْنَاءَهَا بِأَنْیَابِهَا، وَ مَاجَتِ الْحَرْبُ بِأَمْوَاجِهَا، وَ بَدَا مِنَ الأَیَّامِ کُلُوحُهَا، وَ مِنَ اللَّیَالِی کُدُوحُهَا. فَإِذَا أَیْنَعَ زَرْعُهُ، وَ قَامَ عَلَى یَنْعِهِ، وَ هَدَرَتْ شَقَاشِقُهُ، وَ بَرَقَتْ بَوَارِقُهُ، عُقِدَتْ رَایَاتُ الْفِتَنِ الْمُعْضِلَةِ، وَ أَقْبَلْنَ کاللَّیْلِ الْمُظْلِمِ، وَ الْبَحْرِ الْمُلْتَطِمِ. هذا، وَ کَمْ یَخْرِقُ الْکُوفَةَ مِنْ قَاصِفٍ وَ یَمُرُّ عَلَیْهَا مِنْ عَاصِفٍ! وَ عَنْ قَلِیلٍ تَلْتَفُّ الْقُرُونُ بِالْقُرُونِ، وَ یُحْصَدُ الْقَائِمُ، وَ یُحْطَمُ الْمَحْصُودُ!