صفحه ١٦٠

بخش دوم صفحه 165
عِبَادَ اللهِ، أُوصِیکُمْ بِالرَّفْضِ لِهذِهِ الدُّنْیَا التَّارِکَةِ لَکُمْ وَ إِنْ لَمْ تُحِبُّوا تَرْکَهَا، وَالْمُبْلِیَةِ لأَجْسَامِکُمْ وَ إِنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ تَجْدِیدَهَا، فَإِنَّمَا مَثَلُکُمْ وَمَثَلُهَا کَسَفْرٍ، سَلَکُوا سَبِیلا فَکَأَنَّهُمْ قَدْ قَطَعُوهُ، وَ أَمُّوا عَلَمآ فَکَأَنَّهُمْ قَدْ بَلَغُوهُ. وَ کَمْ عَسَى الْمُجْرِی إِلَى الْغَایَةِ أَنْ یَجْرِىَ إِلَیْهَا حَتَّى یَبْلُغَهَا! وَ مَا عَسَى أَنْ یَکُونَ بَقَاءُ مَنْ لَهُ یَوْمٌ لا یَعْدُوهُ، وَ طَالِبٌ حَثِیثٌ مِنَ الْمَوتِ یَحْدُوهُ وَ مُزْعِجٌ فِی الدُّنْیَا حَتَّى یُفَارِقَهَا رَغْمآ! فَلا تَنَافَسُوا فِی عِزِّ الدُّنْیَا وَ فَخْرِهَا، وَ لا تَعْجَبُوا بِزِینَتِهَا وَنَعِیمِهَا، وَ لا تَجْزَعُوا مِنْ ضَرَّائِهَا وَبُؤْسِهَا، فَإِنَّ عِزَّهَا وَ فَخْرَهَا إِلَى انْقِطَاع، وَإِنَّ زِینَتَهَا وَ نَعِیمَهَا إِلَى زَوَالٍ، وَ ضَرَّاءَهَا وَ بُؤْسَهَا إِلَى نَفَادٍ، وَ کُلُّ مُدَّةٍ فِیهَا إِلَى انْتِهَاءٍ، وَ کُلُّ حَیٍّ فِیهَا إِلَى فَنَاءٍ.
بخش سوم صفحه 171
أَوَلَیْسَ لَکُمْ فِی آثَارِ الأَوَّلِینَ مُزْدَجَرٌ، وَ فِی آبَائِکُمُ الْمَاضِینَ تَبْصِرَةٌ وَمُعْتَبَرٌ، إِنْ کُنْتُمْ تَعْقِلُونَ! أَوَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْمَاضِینَ مِنْکُمْ لا یَرْجِعُونَ، وَإِلَى الْخَلَفِ الْبَاقِینَ لا یَبْقَوْنَ! أَوَلَسْتُمْ تَرَوْنَ أَهْلَ الدُّنْیَا یُصْبِحُونَ وَیُمْسُونَ عَلَى أَحْوَالٍ شَتَّى: فَمَیِّتٌ یُبْکَى، وَ آخَرُ یُعَزَّى، وَ صَرِیعٌ مُبْتَلىً، وَعَائِدٌ یَعُودُ، وَ آخَرُ بِنَفْسِهِ یَجُودُ، وَ طَالِبٌ لِلدُّنْیَا وَ الْمَوْتُ یَطْلُبُهُ، وَغَافِلٌ وَ لَیْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ؛ وَ عَلَى أَثَرِ الْمَاضِی مَا یَمْضِی الْبَاقِی!
بخش چهارم صفحه 175
أَلا فَاذْکُرُوا هَاذِمَ اللَّذَّاتِ، وَ مُنَغِّصَ الشَّهَوَاتِ، وَ قَاطِعَ الاُْمْنِیَاتِ، عِنْدَ الْمُسَاوَرَةِ لِلأَعْمَالِ الْقَبِیحَةِ؛ وَ اسْتَعِینُوا اللهَ عَلَى أَدَاءِ وَاجِبِ حَقِّهِ، وَ مَا لایُحْصَى مِنْ أَعْدَادِ نِعَمِهِ وَ إِحْسَانِهِ.