صفحه ١٢٢

غَفْلَتِهِمُ آسْتَقْبَلُوا مُدْبِرآ، وَ آسْتَدْبَرُوا مُقْبِلا، فَلَمْ یَنْتَفِعُوا بِمَا أَدْرَکُوا مِنْ طَلِبَتِهِمْ، وَ لا بِمَا قَضَوْا مِنْ وَطَرِهِمْ.
إِنِّی أُحَذِّرُکُمْ، وَ نَفْسِی، هذِهِ آلْمَنْزِلَةَ. فَلْیَنْتَفِعِ آمْرُؤٌ بِنَفْسِهِ، فَإِنَّمَا آلْبَصِیرُ مَنْ سَمِعَ فَتَفَکَّرَ، وَ نَظَرَ فَأَبْصَرَ، وَ آنْتَفَعَ بِالْعِبَرِ، ثُمَّ سَلَکَ جَدَدآ وَاضِحآ یَتَجَنَّبُ فِیهِ الصَّرْعَةَ فِی آلْمَهَاوِی، وَ الضَّلالَ فِی آلْمَغَاوِی، وَ لا یُعِینُ عَلَى نَفْسِهِ آلْغُواةَ بِتَعَسُّفٍ فِی حَقٍّ، أَوْ تَحْرِیفٍ فِی نُطْقٍ، أَوْ تَخَوُّفٍ مِنْ صِدْقٍ.
بخش سوم صفحه 133
فَأَفِقْ أَیُّهَا السَّامِعُ مِنْ سَکْرَتِکَ، وَ آسْتَیْقِظْ مَنْ غَفْلَتِکَ، وَ آخْتَصِرْ مِنْ عَجَلَتِکَ، وَ أَنْعِمِ آلْفِکْرَ فِیمَا جَاءَکَ عَلَى لِسَانِ النَّبِىِّ اَلْأُمِّیِّ (صلی الله علیه و آله) مِمَّا لابُدَّ مِنْهُ وَ لا مَحِیصَ عَنْهُ؛ وَ خَالِفْ مَنْ خَالَفَ ذلِکَ إِلَى غَیْرِهِ، وَ دَعْهُ وَ مَا رَضِىَ لِنَفْسِهِ؛ وَضَعْ فَخْرَکَ، وَ آحْطُطْ کِبْرَکَ، وَ آذْکُرْ قَبْرَکَ، فَإِنَّ عَلَیْهِ مَمَرَّکَ، وَ کَمَا تَدِینُ تُدَانُ، وَ کَمَا تَزْرَعُ تَحْصُدُ، وَ مَا قَدَّمْتَ آلْیَوْمَ تَقْدَمُ عَلَیْهِ غَدآ، فَامْهَدْ لِقَدَمِکَ، وَ قَدِّمْ لِیَوْمِکَ. فَالْحَذَرَ آلْحَذَرَ أَیُّهَا آلْمُسْتَمِعُ! وَ آلْجِدَّ آلْجِدَّ أَیُّهَا الْغَافِلُ! (وَ لایُنَبِّئُکَ مِثْلُ خَبِیرٍ).
بخش چهارم
إِنَّ مِنْ عَزَائِمِ آللهِ فِی الذِّکْرِ آلْحَکِیمِ، الَّتِی عَلَیْهَا یُثِیبُ وَ یُعَاقِبُ، وَ لَهَا یَرْضَى وَ یَسْخَطُ، أَنَّهُ لا یَنْفَعُ عَبْدآ ـ وَ إِنْ أَجْهَدَ نَفْسَهُ، وَ أَخْلَصَ فِعْلَهُ ـ أَنْ یَخْرُجَ مِنَ الدُّنْیَا، لاقِیآ رَبَّهُ بِخَصْلَةٍ مِنْ هذِهِ آلْخِصَال لَمْ یَتُبْ مِنْهَا: أَنْ یُشْرِکَ بِاللهِ فِیمَا آفْتَرَضَ عَلَیْهِ مِنْ عِبَادَتِهِ، أَوْ یَشْفِیَ غَیْظَهُ بِهَلاکِ نَفْسٍ، أَوْ یَعُرَّ بِأَمْرٍ فَعَلَهُ غَیْرُهُ،أَوْ یَسْتَنْجِحَ حَاجَةً إِلَى النَّاسِ بِإِظْهَارِ بِدْعَةٍ فِی دِینِهِ، أَوْ یَلْقَى النَّاسَ بِوَجْهَیْنِ، أَوْ یَمْشِیَ فِیهِمْ بِلِسَانَیْنِ. آعْقِلْ ذلِکَ فَإِنَّ آلْمِثْلَ دَلِیلٌ عَلَى شِبْهِهِ.
إِنَّ الْبَهَائِمَ هَمُّهَا بُطُونُهَا؛ وَ إِنَّ السِّبَاعَ هَمُّهَا آلْعُدْوَانُ عَلَى غَیْرِهَا؛ وَ إِنَّ النِّسَاءَ هَمُّهُنَّ زِینَةُ آلْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَ آلْفَسَادُ فِیهَا؛ إِنَّ آلْمُؤْمِنِینَ مُسْتَکِینُونَ. إِنَّ الْمُؤْمِنِینَ مُشْفِقُونَ. إِنَّ الْمُؤْمِنِینَ خَائِفُونَ.