صفحه ٤٤٣

أَلْوَانٍ، قَدْ نُطِّقَتْ بِاللُّجَیْنِ آلْمُکَلَّلِ. یَمْشِی مَشْیَ آلْمَرِحِ آلْمُخْتَالِ، وَ یَتَصَفَّحُ ذَنَبَهُ وَ جَنَاحَیْهِ، فَیُقَهْقِهُ ضَاحِکآ لِجَمَالِ سِرْبَالِهِ، وَ أَصَابِیغِ وَ شَاحِهِ؛ فَإِذَا رَمَى بِبَصَرِهِ إِلَى قَوَائِمِهِ زَقَا مُعْوِلاً بِصَوْتٍ یَکَادُ یُبِینُ عَنِ آسْتِغَاثَتِهٍ، وَ یَشْهَدُ بِصَادِقِ تَوَجُّعِهِ، لِأَنَّ قَوَائِمَهُ حُمْشٌ کَقَوَائِمِ الدَّیْکَةِ آلْخِلاسِیَّةِ. وَ قَدْ نَجَمَتْ مِنْ ظُنْبُوبِ سَاقِهِ صِیصِیَةٌ خَفِیَّةٌ.
بخش چهارم صفحه 473
وَ لَهُ فِی مَوْضِعِ آلْعُرْفِ قُنْزُعَةٌ خَضْرَاءُ مُوَشَّاةٌ. وَ مَخْرَجُ عُنُقِهِ کَالْإِبْرِیقِ، وَ مَغْرزُهَا إِلَى حَیْثُ بَطْنُهُ کَصِبْغِ آلْوَسِمَةِ آلْیَمَانِیَّةِ، أَوْ کَحَرِیرَةٍ مُلْبَسَةٍ مِرْآةً ذَاتَ صِقَالٍ، وَ کَأَنَّهُ مُتَلَفِّعٌ بِمِعْجَرٍ أَسْحَمَ؛ إِلاَّ أَنَّهُ یُخَیَّلُ لِکَثْرَةِ مَائِهِ، وَ شِدَّةِ بَرِیقِهِ،أَنَّ آلْخُضْرَةَ النَّاضِرَةَ مُمْتَزِجَةٌ بِهِ. وَمَعَ فَتْقِ سَمْعِهِ خَطٌّ کَمُسْتَدَقِّ آلْقَلَمِ فِی لَوْنِ الْأُقْحُوَانِ، أَبْیَضُ یَقَقٌ، فَهُوَ بِبَیَاضِهِ فِی سَوَادِ مَا هُنَالِکَ یَأْتَلِقُ. وَ قَلَّ صِبْغٌ إِلاَّ وَ قَدْ أَخَذَ مِنْهُ بِقِسْطٍ، وَ عَلاهُ بِکَثْرَةِ صِقَالِهِ وَ بَرِیقِهِ، وَ بَصِیصِ دِیبَاجِهِ وَ رَوْنَقِهِ، فَهُوَ کَالْأَزَاهِیرِ آلْمَبْثُوثَةِ، لَمْ تُرَبِّهَا أَمْطَارُ رَبِیعٍ، وَ لا شُمُوسُ قَیْظٍ.
بخش پنجم صفحه 477
وَ قَدْ یَنْحَسِرُ مِنْ رِیشِهِ، وَیَعْرَى مِنْ لِبَاسِهِ، فَیَسْقُطُ تَتْرَى، وَ یَنْبُتُ تِبَاعآ، فَیَنْحَتُّ مِنْ قَصَبِهِ آنْحِتَاتَ أَوْرَاقِ الْأَغْصَانِ، ثُمَّ یَتَلاحَقُ نَامِیآ حَتَّى یَعُودَ کَهَیْئَتِهِ قَبْلَ سُقُوطِهِ، لا یُخَالِفُ سَالِفَ أَلْوَانِهِ، وَ لا یَقَعُ لَوْنٌ فِی غَیْرِ مَکَانِهِ! وَ اِذَا تَصَفَّحْتَ شَعْرَةً مِنْ شَعَرَاتِ قَصَبِهِ أَرَتْکَ حُمْرَةً وَ رْدِیَّةً، وَ تَارَةً خُضْرَةً زَبَرْجَدِیَّةً، وَ أَحْیَانآ صُفْرَةً عَسْجَدِیَّةً، فَکَیْفَ تَصِلُ إِلَى صِفَةِ هذَا عَمَائِقُ آلْفِطَنِ، أَوْ تَبْلُغُهُ قَرَائِحُ آلْعُقُولِ، اَوْ تَسْتَنْظِمُ وَصْفَهُ أَقْوَالُ آلْوَاصِفِینَ!
وَ أَقَلُّ أَجْزَائِهِ قَدْ أَعْجَزَ الْأَوْهَامَ أَنْ تُدْرِکَهُ، وَ الْأَلْسِنَةَ أَنْ تَصِفَهُ! فَسُبْحَانَ الَّذِی بَهَرَ آلْعُقُولَ عَنْ وَصْفِ خَلْقٍ جَلاَّهُ لِلْعُیُونِ، فَأَدْرَکَتْهُ مَحْدُودآ مُکَوَّنآ، وَمُؤَلَّفآ مُلَوَّنآ؛ وَ اَعْجَزَ الْأَلْسُنَ عَنْ تَلْخِیصِ صِفَتِهِ، وَ قَعَدَ بِهَا عَنْ تَأْدِیَةِ نَعْتِهِ!