صفحه ٤١٦

بخش اوّل صفحه 419
إِنَّ النَّاسَ وَرَائِی وَ قَدِ آسْتَسْفَرُونِی بَیْنَکَ وَ بَیْنَهُمْ، وَ وَآللهِ مَا أَدْرِی مَا أَقُولُ لَکَ! مَا أَعْرِفُ شَیْئآ تَجْهَلُهُ، وَ لا أَدُلُّکَ عَلَى أَمْرٍ لا تَعْرِفُهُ. إِنَّکَ لَتَعْلَمُ مَا نَعْلَمُ. مَا سَبَقْنَاکَ إِلَى شَیْءٍ فَنُخْبِرَکَ عَنْهُ، وَ لا خَلَوْنَا بِشَیْءٍ فَنُبَلِّغَکَهُ. وَ قَدْ رَأَیْتَ کَمَا رَأَیْنَا، وَ سَمِعْتَ کَمَا سَمِعْنَا، وَ صَحِبْتَ رَسُولَ آللهِ (صلی الله علیه و آله) کَمَا صَحِبْنَا. وَ مَا آبْنُ أَبِی قُحَافَةَ وَ لا آبْنُ آلْخَطَّابِ بِأَوْلَى بِعَمَلِ آلْحَقِّ مِنْکَ، وَأَنْتَ أَقْرَبُ إِلَى أَبِی رَسُولِ آللهِ (صلی الله علیه و آله) وَ شِیجَةَ رَحِمٍ مِنْهُمَا؛ وَ قَدْ نِلْتَ مِنْ صِهْرِهِ مَا لَمْ یَنَالا. فَاللهَ آللهَ فِی نَفْسِکَ! فَإِنَّکَ ـ وَآللهِ ـ مَا تُبَصَّرُ مِنْ عَمىً، وَ لا تُعَلَّمُ مِنْ جَهْلٍ، وَ إِنَّ آلطُّرُقِ لَوَاضِحَةٌ، وَ إِنَّ أَعْلامَ الدِّینِ لَقَائِمَةٌ.
بخش دوم صفحه 427
فَاعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ آللهِ عِنْدَ آللهِ اِمَامٌ عَادِلٌ، هُدِیَ وَ هَدَى، فَأَقَامَ سُنَّةً مَعْلُومَةً، وَ أَمَاتَ بِدْعَةً مَجْهُولَةً. وَ إِنَّ السُّنَنَ لَنَیِّرَةٌ، لَهَا أَعْلامٌ، وَ إِنَّ آلْبِدَعَ لَظَاهِرَةٌ، لَهَا أَعْلامٌ. وَ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ آللهِ إِمَامٌ جَائِرٌ ضَلَّ وَ ضُلَّ بِهِ، فَأَمَاتَ سُنَّةً مَأْخُوذَةً، وَ أَحْیَا بِدْعَةً مَتْرُوکَةً. وَ إِنی سَمِعْتُ رَسُولَآللهِ (صلی الله علیه و آله) یَقُولُ: «یُؤْتَى یَوْمَ آلْقِیَامَةِ بِالْإِمَامِ آلْجَائِرِ وَ لَیْسَ مَعَهُ نَصِیرٌ وَ لا عَاذِرٌ، فَیُلْقَى فِی نَارِ جَهَنَّمَ، فَیَدُورُ فِیهَا کَمَا تَدُورُ آلرَّحَى، ثُمَّ یَرْتَبِطُ فِی قَعْرِهَا». وَ إِنی أَنْشُدُکَ آللهَ اَلاَّ تَکُونَ إِمَامَ هذِهِ الْأُمَّةِ آلْمَقْتُولَ، فَإِنَّهُ کَانَ یُقَالُ: یُقْتَلُ فِی هذِهِ الْأُمَّةِ إِمَامٌ یَفْتَحُ عَلَیْهَا آلْقَتْلَ وَ آلْقِتَالَ إِلَى یَوْمِ آلْقِیَامَةِ، وَ یَلْبِسُ أُمُورَهَا عَلَیْهَا، وَ یَبُثُّ آلْفِتَنَ فِیهَا، فَلا یُبْصِرُونَ آلْحَقَّ مِنَ آلْبَاطِلِ؛ یَمُوجُونَ فِیهَا مَوْجآ، وَ یَمْرُجُونَ فِیهَا مَرْجآ. فَلاتَکُونَنَّ لِمَرْوَانَ سَیِّقَةً یَسُوقُکَ حَیْثُ شَاءَبَعْدَجَلالِ السِّنِّ وَ تَقَضِّی آلْعُمُرِ.
فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: کَلِّمَ النَّاسَ فِی أَنْ یُؤَجِّلُونِی، حَتَّى أَخْرُجَ إِلَیْهِمْ مِنْ مَظَالِمِهِمْ، فَقَالَ (علیه السلام):
مَا کَانَ بِالْمَدِینَةِ فَلا أَجَلَ فِیهِ، وَ مَا غَابَ فَأَجَلُهُ وُصُولُ أَمْرِکَ إِلَیْهِ.