صفحه ٣٤٢

دِینآ) تَتَحَقَّقْ شِقْوَتُهُ، وَ تَنْفَصِمْ عُرْوَتُهُ، وَ تَعْظُمْ کَبْوَتُهُ، وَ یَکُنْ مَآبُهُ إِلَى آلْحُزْنِ آلطَّوِیلِ وَ آلْعَذَابِ آلْوَبِیلِ.
وَأَتَوَکَّلُ عَلَى آللهِ تَوَکُّلَ اَلْإِنَابَةِ إِلَيْهِ. وَ أَسْتَرْشِدُهُ السَّبِیلَ آلْمُؤَدِّیَةَ إِلَى جَنَّتِهِ، آلْقَاصِدَةَ إِلَى مَحَلِّ رَغْبَتِهِ.
بخش دوم صفحه 353
أُوصِیکُمْ عِبَادَآللهِ، بِتَقْوَى آللهِ وَ طَاعَتِهِ، فَإِنَّهَا النَّجَاةُ غَدآ، وَ آلْمَنْجَاةُ أَبَدآ. رَهَّبَ فَأَبْلَغَ، وَ رَغَّبَ فَأَسْبَغَ؛ وَ وَصَفَ لَکُمُ الدُّنْیَا وَ آنْقِطَاعَهَا، وَ زَوَالَهَا وَ آنْتِقَالَهَا. فَأَعْرِضُوا عَمَّا یُعْجِبُکُمْ فِیهَا لِقِلَّةِ مَا یَصْحَبُکُمْ مِنْهَا. أَقْرَبُ دَارٍ مِنْ سَخَطِ آللهِ، وَ أَبْعَدُهَا مِنْ رِضْوَانِ آللهِ! فَغُضُّوا عَنْکُمْ ـ عِبَادَآللهِ ـ غُمُومَهَا وَ أَشْغَالَهَا، لِمَا قَدْ أَیْقَنْتُمْ بِهِ مِنْ فِرَاقِهَا وَ تَصَرُّفِ حَالاتِهَا. فَاحْذَرُوهَا حَذَرَ الشَّفِیقِ النَّاصِحِ وَ آلْمُجِدِّ آلْکَادِحِ. وَ آعْتَبِرُوا بِمَا قَدْ رَأَیْتُمْ مِنْ مَصاَرِعِ آلْقُرُونِ قَبْلَکُمْ: قَدْ تَزَایَلَتْ أَوْصَالُهُمْ، وَ زَالَتْ أَبْصَارُهُمْ وَ أَسْمَاعُهُمْ، وَ ذَهَبَ شَرَفُهُمْ وَ عِزُّهُمْ، وَ آنْقَطَعَ سُرُورُهُمْ وَ نَعِیمُهُمْ؛ فَبُدِّلُوا بِقُرْبِ الْأَوْلَادِ فَقْدَهَا، وَ بِصُحْبَةِ الْأَزْوَاجِ مُفَارَقَتَهَا. لا یَتَفَاخَرُونَ، وَ لا یَتَنَاسَلُونَ، وَ لا یَتَزَاوَرُونَ، وَ لا یَتَحَاوَرُونَ. فَاحْذَرُوا، عِبَادَ آللهِ، حَذَرَ آلْغَالِبِ لِنَفْسِهِ، آلْمَانِعِ لِشَهْوَتِهِ، النَّاظِرِ بِعَقْلِهِ؛ فَإِنَّ الْأَمْرَ وَاضِحٌ، وَ آلْعَلَمَ قَائِمٌ، وَ الطَّرِیقَ جَدَدٌ وَ آلسَّبِیلَ قَصَدٌ.