صفحه ٤٨

أَدْرَکَهَا مِنَّا یَسْرِی فِیهَا بِسِرَاجٍ مُنِیرٍ، وَ یَحْذُو فِیهَا عَلَى مِثَالِ الصَّالِحِینَ، لِیَحُلَّ فِیهَا رِبْقاً، وَ یُعْتِقَ فِیهَا رِقّاً، وَ یَصْدَعَ شَعْباً، وَ یَشْعَبَ صَدْعاً، فِی سُتْرَةٍ عَنِ النَّاسِ لا یُبْصِرُ الْقَائِفُ أَثَرَهُ وَ لَوْ تَابَعَ نَظَرَهُ. ثُمَّ لَیُشْحَذَنَّ فِیهَا قَوْمٌ شَحْذَ الْقَیْنِ النَّصْلَ. تُجْلَى بِالتَّنْزِیلِ أَبْصَارُهُمْ، وَ یُرْمَى بِالتَّفْسِیرِ فِی مَسَامِعِهمْ، وَ یُغْبَقُونَ کَأْسَ الْحِکْمَةِ بَعْدَ الصَّبُوحِ!
بخش دوم صفحه 59
منها: وَ طَالَ الْأَمَدُ بِهِم‏ لِیَسْتَکْمِلُوا الْخِزْیَ، وَ یَسْتَوْجِبُوا الْغِیَرَ؛ حَتَّى إذا اخْلَوْلَقَ الْأَجَل‏، وَ اسْتَرَاحَ قَوْمٌ إلَى الْفِتَنِ، وَ أَشَالُوا عَنْ لَقَاحِ حَرْبِهِمْ، لَمْ یَمُنُّوا عَلَى اللهِ بِالصَّبْرِ، وَ لَمْ یَسْتَعْظِمُوا بَذْلَ أَنْفُسِهِمْ فِی الْحَقِّ؛ حَتَّى إذا وَافَقَ وَارِدُ الْقَضَاءِ انْقِطَاعَ مُدَّةِ الْبَلاَءِ، حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ عَلَى أَسْیَافِهمْ، وَ دَانُوا لِرَبِّهِمْ بِأَمْرِ وَاعِظِهِمْ.
بخش سوم صفحه 63
حَتَّى إذا قَبَضَ اللَّهُ رَسُولَهُ (صلی الله علیه و آله)، رَجَعَ قَوْمٌ عَلَى الْأَعْقَاب‏، وَ غَالَتْهُمُ السُّبُلُ، وَ اتَّکَلُوا عَلَى الْوَلاَئِجِ، وَ وَصَلُوا غَیْرَ الرَّحِمِ، وَ هَجَرُوا السَّبَبَ الَّذِی أُمِرُوا بِمَوَدَّتِهِ، وَ نَقَلُوا الْبِنَاءَ عَنْ رَصِّ أَسَاسِهِ، فَبَنَوْهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِه‏. مَعَادِنُ کُلِّ خَطِیئَةٍ، وَ أَبْوَابُ کُلِّ ضَارِبٍ فِی غَمْرَةٍ. قَدْ مَارُوا فِی الْحَیْرَةِ ، وَ ذَهَلُوا فِی السَّکْرَةِ، عَلَى سُنَّةٍ مِنْ آلِ فِرْعَونَ: مِنْ مُنْقَطِعٍ إلَى الدُّنْیَا رَاکِنٍ، أَوْ مُفَارِقٍ لِلدِّینِ مُبَایِنٍ.