صفحه ٢٨٢

یُدْرِکْکَ بَصَرٌ. أَدْرَکْتَ اَلْأَبْصَارَ، وَ أَحْصَیْتَ اَلْأَعْمَالَ، وَ أَخَذْتَ (بِالنَّوَاصِی وَ اَلْأَقْدَامِ). وَ مَا الَّذِی نَرَى مِنْ خَلْقِکَ، وَ نَعْجَبُ لَهُ مِنْ قُدْرَتِکَ، وَ نَصِفُهُ مِنْ عَظِیمِ سُلْطَانِکَ، وَ مَا تَغَیَّبَ عَنَّا مِنْهُ، وَ قَصُرَتْ أَبْصَارُنَا عَنْهُ، وَ آنْتَهَتْ عُقُولُنَا دُونَهُ، وَ حَالَتْ سُتُورُ آلْغُیُوبِ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ أَعْظَمُ. فَمَنْ فَرَّغَ قَلْبَهُ، وَ أَعْمَلَ فِکْرَهُ، لِیَعْلَمَ کَیْفَ أَقَمْتَ عَرْشَکَ، وَ کَیْفَ ذَرَأْتَ خَلْقَکَ، وَ کَیْفَ عَلَّقْتَ فِی آلْهَوَاءِ سَمَاوَاتِکَ، وَ کَیْفَ مَدَدْتَ عَلَى مَوْرِ آلْمَاءِ أَرْضَکَ، رَجَعَ طَرْفُهُ حَسِیرآ، وَ عَقْلُهُ مَبْهُورآ، وَ سَمْعُهُ وَ الِهَآ، وَ فِکْرُهُ حَائِرآ.
بخش دوم صفحه 297
منها: یَدَّعِی بِزَعْمِهِ أَنَّهُ یَرْجُو آللهَ، کَذَبَ وَ آلْعَظِیمِ! مَا بَالُهُ لا یَتَبَیَّنُ رَجَاؤُهُ فِی عَمَلِهِ؟ فَکُلُّ مَنْ رَجَا عُرِفَ رَجَاؤُهُ فِی عَمَلِهِ. وَ کُلُّ رَجَاءٍ ـ إِلاَّ رَجَاءَ آللهِ تَعَالَى ـ فَإِنَّهُ مَدْخُولٌ وَ کُلُّ خَوْفٍ مُحَقَّقٌ، إِلاَّ خَوْفَ آللهِ فَإِنَّهُ مَعْلُولٌ یَرْجُو آللهَ فِی آلْکَبِیرِ، وَ یَرْجُو آلْعِبَادَ فِی الصَّغِیرِ، فَیُعْطِی آلْعَبْدَ مَا لا یُعْطِی آلرَّبَّ! فَمَا بَالُ آللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ یُقَصَّرُ بِهِ عَمَّا یُصْنَعُ بِهِ لِعِبَادِهِ؟ أَتَخَافُ أَنْ تَکُونَ فِی رَجَائِکَ لَهُ کَاذِبآ؟ أَوْ تَکُونَ لا تَرَاهُ لِلرَّجَاءِ مَوْضِعآ؟ وَ کَذلِکَ إِنْ هُوَ خَافَ عَبْدآ مِنْ عَبِیدِهِ، أَعْطَاهُ مِنْ خَوْفِهِ مَا لا یُعْطِی رَبَّهُ، فَجَعَلَ خَوْفَهُ مِنَ آلْعِبَادِ نَقْدآ، وَ خَوْفَهُ مِنْ خَالِقِهِ ضِمارآ وَ وَعْدآ. وَ کَذلِکَ مَنْ عَظُمَتِ الدُّنْیَا فِی عَیْنِهِ، وَ کَبُرَ مَوْقِعُهَا مِنْ قَلْبِهِ، آثَرَهَا عَلَى آللهِ تَعَالَى، فَانْقَطَعَ إِلَیْهَا، وَ صَارَ عَبْدآ لَهَا.
بخش سوم صفحه 307
وَ لَقَدْ کَانَ فِی رَسُولِ آللهِ (صلی الله علیه و آله) کَافٍ لَکَ فِی اَلْأُسْوَهِ، وَ دَلِیلٌ لَکَ عَلَى ذَمِّ الدُّنْیَا وَ عَیْبِهَا، وَ کَثْرَةِ مَخَازِیهَا وَ مَسَاوِیهَا، إِذْ قُبِضَتْ عَنْهُ أَطْرَافُهَا، وَ وُطِّئَتْ لِغَیْرِهِ أَکْنَافُهَا، وَ فُطِمَ عَنْ رَضَاعِهَا، وَ زُوِیَ عَنْ زَخَارِفِهَا.
بخش چهارم صفحه 311
وَ إِنْ شِئْتَ ثَنَّیْتُ بِمُوسَى کَلِیمِ آللهِ (علیه السلام) حَیْثُ یَقُولُ: (رَبِّ إِنِّى لِمَا أَنزَلْتَ إِلَىَّ