صفحه ٢٤٥

مقام عابدان و رسولان الــهى و نقش عقل مندى، ياد خدا و گريز از غفلت
 «يا اَحْمَدُ؛ اِجْعَلْ هَمَّكَ هَمّاً واحِداً. فَاجْعَلْ لِسانَكَ لِساناً واحِداً وَاجْعَلْ بَدَنَكَ حَيّاً لاتَغْفُلْ اَبَداً؛ مَنْ غَفَلَ لا اُبالى بِأَىِّ واد هَلَكَ. يا اَحْمَدُ؛ اِسْتَعْمِلْ عَقْلَكَ قَبْلَ اَنْ يَذْهَبَ. فَمَنِ اسْتَعْمَلَ عَقْلَهُ لايُخْطِئُ وَ لايَطْغى. 
يا اَحْمَدُ؛ هَلْ تَدْرى لاَِىِّ شَىء فَضَّلْتُكَ عَلى سايِرِ الاَْنْبياءِ؟ قالَ اللّهُمَّ لا. قالَ: بِالْيَقينِ وَ حُسْنِ الْخُلْقِ وَ سَخاوَةِ النَّفْسِ وَ رَحْمَة بِالْخَلْقِ وَ كَذلِكَ اَوْتادُ الاَْرْضِ لَمْ يَكُونُوا اَوتاداً اِلاّ بِهذا.
يا اَحْمَدُ؛ اِنَّ الْعَبْدَ اِذّا جاعَ بَطْنُهُ وَ حَفِظَ لِسانَهُ عَلَّمْتُهُ الْحِكْمَةَ وَ اِنْ كانَ كافِراً تَكُونُ حِكْمَتُهُ حُجَّةً عَلَيْهِ وَ وَبالا. وَ اِنْ كانَ مُؤْمِناً تَكُونُ حِكْمَتُهُ لَهُ نُوراً وَ بُرْهاناً وَ شِفاءً وَ رَحْمَةً. فَيَعْلَمُ ما لَمْ يَكُنْ يَعْلَمْ وَ يَبْصُرُ ما لَم يَكُنْ يَبْصُرْ. فَاَوَّلُ ما اُبْصِرُهُ عُيُوبُ نَفْسِهِ حَتّى يَشْتَغِلَ بِها عَنْ عُيُوبِ غَيْرِهِ وَ اُبْصِرُهُ دَقايِقَ الْعِلْمِ حَتّى لايَدْخُلَ عَلَيْهِ الشَّيْطانُ.
يا اَحْمَدُ؛ لَيْسَ شَىءٌ مِنَ الْعِبادَةِ اَحَبَّ اِلَىَّ مِنَ الصَّمْتِ وَ الصَّوْمِ، فَمَنْ صامَ وَ لَمْ يَحْفَظْ لِسانَهُ كَمَنْ كانَ قامَ وَ لَمْ يَقْرَأْ فى صَلاتِهِ، فَاُعْطيهِ اَجْرَ الْقِيامِ وَ لَمْ اُعْطِهِ اَجْرَ الْعابِدينَ. يا اَحْمَدُ؛ هَلْ تَدْرى مَتى يَكُونُ [لِى] الْعَبْدُ عابِداً؟
قالَ لا يا رَبِّ. قالَ اِذا اجْتَمَعَ فيه سَبْعُ خِصال وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَنِ