صفحه ٦٣

لاَ يَتَمَكَّنُ الشَّيْطَانُ بِالْوَسْوَسَةِ مِنَ العَبْدِ إِلاَّ وَ قَدْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ؛(71) شيطان با وسوسه بر بنده تسلط مى يابد، مگر آن كه او از ذكر خداوند اعراض كرده باشد.
مقام اهل ذكر در كلام اميرالمؤمنين(عليه السلام)
قاله عند تلاوته:
«يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَ الاْصَالِ رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَ لابَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ» إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى جَعَلَ الذِّكْرَ جِلاءً لِلْقُلُوبِ تَسْمَعُ بِهِ بَعْدَ الْوَقْرَةِ وَ تُبْصِرُ بِهِ بَعْدَ الْعَشْوَةِ وَ تَنْقَادُ بِهِ بَعْدَ الْمُعَانَدَةِ وَ مَا بَرِحَ لِلَّهِ ـ عَزَّتْ آلاؤُهُ ـ فِى الْبُرْهَةِ بَعْدَ الْبُرْهَةِ وَ فِى أَزمَانِ الْفَتَرَاتِ عِبَادٌ نَاجَاهُمْ فِى فِكْرِهِمْ وَ كَلَّمَهُمْ فِى ذَاتِ عُقُولِهِمْ فَاسْتَصْبحوا بِنُورِ يَقَظَة فِى الاَْبْصَارِ وَ الاَْسْمَاعِ وَ الاَْفْئِدَةِ يُذَكِّرُونَ بِأَيَّامِ اللَّهِ وَ يُخَوِّفُونَ مَقَامَهُ بِمَنْزِلَةِ الاَْدِلَّةِ فِى الْفَلَواتِ، مَنْ أَخَذَ الْقَصْدَ حَمِدُوا إِلَيْهِ طَرِيقَهُ وَ بَشَّرُوهُ بِالنَّجَاةِ، وَ مَنْ أَخَذَ يَمِيناً وَ شِمَالا ذَمُّوا إِلَيْهِ الطَّرِيقَ وَ حَذَّرُوهُ مِنَ الْهَلَكَةِ وَ كَانُوا كَذلِكَ مَصَابِيحَ تِلْكَ الظُّلُمَاتِ وَ أَدِلَّةَ تِلْكَ الشُّبُهَاتِ.
وَ إِنَّ لِلذِّكْرِ لاََهْلا أَخَذُوهُ مِنَ الدُّنْيَا بَدَلا، فَلَمْ تَشْغَلْهُمْ تِجَارَةٌ وَ لاَبَيْعٌ عَنْهُ، يَقْطَعُونَ بِهِ أَيَّامَ الْحَيَاةِ، وَ يَهْتِفُونَ بِالزَّوَاجِرِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فِى أَسْمَاعِ الْغَافِلِينَ، وَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ وَ يأْتَمِرُونَ بِهِ، وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْهُ، فَكَأَنَّمَا قَطَعُوا الدُّنْيَا إِلَى الاْخِرَةِ وَ هُمْ فِيهَا فَشَاهَدُوا مَا وَرَاءَ ذلِكَ فَكَأَنَّمَا اطَّلَعُوا غُيُوبَ أَهْلِ الْبَرْزَخِ فِى طُولِ الاِْقَامَةِ فِيهِ، وَ حَقَّقَتِ الْقِيَامَةُ عَلَيْهِمْ عِدَاتِهَا فَكَشَفُوا غِطَاءَ ذَلِكَ لاَِهْلِ الدُّنْيَا حَتَّى كَأَنَّهُمْ يَرَوْنَ مَا لاَيَرَى