الْمُحْسِنِينَ
وَ يَا مَنْ هُوَ مُنْتَهَى خَوْفِ الْعَابِدِينَ.
وَ يَا مَنْ هُوَ غَايَةُ خَشْيَةِ الْمُتّقِينَ
هَذَا مَقَامُ مَنْ تَدَاوَلَتْهُ أَيْدِي الذّنُوبِ، وَ قَادَتْهُ أَزِمّةُ الْخَطَايَا، وَ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ الشّيْطَانُ، فَقَصّرَ عَمّا أَمَرْتَ بِهِ تَفْرِيطاً، وَ تَعَاطَى مَا نَهَيْتَ عَنْهُ تَغْرِيراً.
كَالْجَاهِلِ بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهِ، أَوْ كَالْمُنْكِرِ فَضْلَ إِحْسَانِكَ إِلَيْهِ حَتّى إِذَا انْفَتَحَ لَهُ بَصَرُ الْهُدَى، وَ تَقَشّعَتْ عَنْهُ سَحَائِبُ الْعَمَى، أَحْصَى مَا ظَلَمَ بِهِ نَفْسَهُ، وَ فَكّرَ فِيمَا خَالَفَ بِهِ رَبّهُ، فَرَأَى كَبِيرَ عِصْيَانِهِ كَبِيراً وَ جَلِيلَ مُخَالَفَتِهِ جَلِيلًا.
فَأَقْبَلَ نَحْوَكَ مُؤَمّلًا لَكَ